July 25, 2011

الفراخ اللي هو الججاج.. ألذ ألذ


كانت (كامب شيزار) محور حياتي الأيام الماضية

وأنا أتمشى مع صديقي بعد منتصف الليل، نبحث عما يسد جوعنا، وجدنا (الصفواني)، طلبنا الدجاج المشوي، يهاتف صديقي من يرتبط بها، بينما أنا أدخن سيجارتي وأتأمل رص رجل المطعم للدجاج النيء على الفحم.

يميل علي صديقي لأخذ الولاعة، لا أسمع إلا جملة (وحياة أمه؟)، يشعل سيجارته ثم يبتعد، أتساءل عن أي سياق يمكن أن يتحدث فيه المرء مع من يرتبط بها عن أم شخص  آخر، وكيف يمكن لأفعال البعض أن تتسبب في إقحام سيرة أمهاتهم في أحاديث الآخرين، هل تسببت أفعالي في ذكر أمي بسوء في معرض ألسنة الآخرين؟ أصابني هذا الخاطر بالتوتر، وأشعلت سيجارة أخرى.

أتأمل الفحم المشتعل، وجلد الفراخ يتحول تدريجياً إلى مزيج من الألوان الذهبية، النارية، والسوداء. فكرت فيما سيحدث لو وضعت يدي على الفحم المشتعل، في البدء ستحترق الطبقة الخارجية للجلد، يتصاعد دخان كثيف بينما النار تنضج لحمي ببطء، ستسيل قطرات من دهني على الفحم مما يسبب في تزايد تكثيف بخار الماء، وصوت التششش الذي سيتردد على الشواية، لابد أن المقابض السوداء ستكبل يدي جيداً عن الحركة وبالتالي السقوط في جذوات الفحم المشتعلة واحتراقها بالكامل، عندما تنضج يدي هل سيبدو هذا منظراً شهياً للبعض، كما تبدو الفراخ لنا؟ أصابني هذا الخاطر بتقلص في معدتي، وأشعلت سيجارة أخرى

تذكرت بعض قبائل (البوتساي) من السكان الأصليين لأستراليا، عندما يموت الجنين هناك خلال الولادة، فإن الأم تأكل جنينها اعتقاداً منها بأنها تستعيد قوتها التي فقدتها خلال فترة الحمل، ظل هذا النشاط حتى أواسط القرن التاسع عشر تقريباً إلى أن جرمته السلطات. ما لم يوضحه أحد، هل كانت الأمهات يأكلن أجنتهن نيئاً، أم أنهن يشوين جثثهم على النار أولاً؟ هل يكتفين بأكلهم كطقس ديني أم أنهن يشتهين طعم الأجنة بالفعل؟ كيف سيبدو منظر الجنين على الفحم المشتعل؟ هل سيبدو شهياً لهن بألوانه الذهبية والنارية والسوداء، أم أن جلود الأجنة عند احتراقها ستفرز لوناً آخر جديداً؟ فجأة كرهت أمي والفراخ وصديقي وكامب شيزار، وأشعلت سيجارة أخرى.

انتهى الرجل من إعداد الدجاج، لف الطعام في كيس، ونقدته الثمن، أنهى صديقي مكالمته، وتأهبنا للعودة إلى المقهى حيث ينتظرنا أصدقاؤنا. لمحتُ عامل نظافة فانعطفت ناحيته، منحته نصيبي من الدجاج المشوي وأنا أبتسم له بود مفاجيء: بالهنا والشفا.

2 comments:

  1. أبو أم كامب شيزار ياعم انتا :@

    ReplyDelete
  2. الله يسامحك ..
    كل مرة أندهش من تداعيات أي فكرة، وتأثير نفسية الواحد على الأحداث العادية..

    هذه المرة كانت نموذجًا بالنسبة لي

    ReplyDelete