August 10, 2011

Le Cirque De La Solitude - Emil Cioran





لا يستطيعُ أحدٌ أن يحرسَ عزلته إذا لم يعرف كيف يكون بغيضاً

*

كلما ازدادت لامبالاتي بالبشر تضاعفت قدرتهم على التأثير فيّ، ومهما احتقرتهم فإني لا أستطيع الاقتراب منهم إلا متلعثماً.

*

لا أحيا إلا لأن في وسعي الموت متى شئت. لولا فكرة الانتحار لقتلتُ نفسي منذ البداية

*

نكف عن أن نكون شباباً لحظةَ نكف عن اختيار أعدائنا، راضين بأولئك الذين نجدهم في متناول اليد.

*

بدون الله كل شيء عدم. والله؟ العدم الأقصى

*

تخلصت من الله بسبب حاجتي إلى التأمل، تخلصتُ من آخر المزعجين

*

الرغبة في الموت كانت همي الأوحد والوحيد. في سبيله ضحيتُ بكل شيء، حتى بالموت

*

لماذا ننسحب ونغادر اللعبة، ما دام في وسعنا أن نخيب ظن المزيد من الكائنات؟

*

كلما أحاطت بنا المصائب صرنا أكثر تفاهة: مشيتنا نفسها تتغير لذلك. المصائب تدفعنا إلى الاستعراض. تخنق فيها الشخص لتوقظ الشخصية. لولا السفاهة التي جعلتني أعتقد بأني أكثر البشر تعاسة لانهرتُ منذ زمن طويل

*

كلما وقعتُ ضحية العواطف المحمومة أو نوبات الإيمان أو لحظات عدم التسامح، أتمنى عندئذ لو أنزل طواعية إلى الشارع لأحارب وأموت متحزباً للضبابي، مستميتاً في الدفاع عن الـ(ربما).

*

كتمان الألم، إنزاله إلى رتبة النشوة - تلك هي حيلة الاستبطان، لعبة اللطفاء، ديبلوماسية الأنين.

*

رائحة المخلوق تضعنا في أثر ألوهية نتنة.

*

لماذا التخلص من الله للوقوع في الذات؟ لماذا تبادل الجثث هذا؟

*

لا يمكننا تجنب عيوب البشر دون أن نهرب في الوقت نفسه من فضائلهم. هكذا نفلس بواسطة الحكمة

*

الأمل تكذيب للمستقبل

*

لو كان للتاريخ غاية، لكان مصيرنا يثير الرثاء، نحن الذين لم ننجز شيئاً. أما في هذا اللامعنى الشامل، فقد بات في وسعنا نحن الحقراء الصعاليك الذين لا جدوى لهم، أن نرفع رؤوسنا فخورين بكوننا كنا على حق.

*

ما من تبعية وإن كانت إلى الرغبة في الموت، إلا وهي تسقط قناع وفائنا لخديعة الأنا

*

لا حركة ولا نجاح دون اهتمام كلي بالقضايا الثانوية.
الحياة مهنة حشرات.

*

العناد الذي بذلته في مقاومة سحر الانتحار، كان يكفيني بسهولة لأحقق خلاصي بالفناء في الله.

*

حين نفقد كل دافع، تسودّ الدنيا في أعيننا، وتصبح تلك السوداوية الحافز الأخير. نصير عاجزين عن الاستغناء عنها فنتبعها في العرس كما في الجنازة. ويبلغ خوفنا من أن نُحرم منها حدّ أن تصبح عبارة "امنحونا خبزنا اليومي من الكآبة" النغمة التي تصاحب كل انتظاراتنا وتوسلاتنا

*

مهما كانت خبرتنا بالعمليات الذهنية فإننا لا نستطيع التفكير أكثر من دقيقتين أو ثلاث في اليوم؛ إلا إذا روضنا أنفسنا، بسبب من حرفة أو هواية، وطيلة ساعات، على تعنيف الكلمات كي نستخرج منها أفكاراً.
المثقف يمثل العاهة الأساسية، الفشل الذريع للهومو سابيانس

*

كلما كان عقل في خطر، أحس أكثر بالحاجة إلى أن يبدو سطحياً، أن يتخذ له مظهر الخفة، أن يضاعف سوء الفهم فيما يخصه

*

من المؤسف أنه ينبغي المرور بالإيمان في طريقنا إلى الله

*

دحض الانتحار: أليس من عدم اللياقة مغادرة عالم وضع نفسه بهذا الحماس في خدمة أحزاننا؟

*

لا ينتحر إلا المتفائلون، المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التفاؤل، أما الآخرون، فلماذا يكون لهم مبرر للموت، وهم لا يملكون مبرراً للحياة؟

*

أصحاب العقول الغاضبة؟ هم أولئك الذين ينتقمون في أفكارهم من الفرح الذي جادوا به في التعامل مع الآخرين

*

هل من قبيل الصدفة أن كل الذين فتحوا لي آفاقاً على الموت كانوا من حثالة المجتمع؟

*

لا نعرف حجم قوتنا الخاصة إلا متى تعرضنا إلى الإهانة. أما إذا أردنا أن نواسي أنفسنا على العار الذي لم يلحق بنا، فعليه أن نلحقه بأنفسنا، أن نبصق على المرآة في انتظار أن يشرفنا الجمهور ببصاقه. فلينجّنا الله من مصير محترم

*

في ذروة تقززنا، يبدو كأن فأراً قد تسلل إلى دماغنا ليحلم

No comments:

Post a Comment