July 17, 2011

قهر الرجال



يجهش صديقك بالبكاء، وأنت عاجز عن فعل أي شيء، يسند رأسه على كتفك وتحتويه بيدك؛ ملمسه هش خاوٍ بينما تلونت عيناه بلمعان بارد منطفيء، وأنت عاجز عن فعل أي شيء، كل الكلمات تبخرت من رأسك، تخرس بينما تستندان إلى الحواجز الصخرية قبالة ميدان عبد المنعم رياض، يبدو التمثال جاثماً على الفضاء بينما تكفلت ضوضاء السيارات بمنح المشهد طابعاً مشوشاً كابوسياً، الوقت تجاوز منتصف الليل وأنت عاجز عن فعل أي شيء، يحاول صديقك الوقوف لكن ساقاه تخذلاه فيقع أرضاً، تهرع لمساندته فتجده يضحك، عيناه تتلونان بنظرات الموتى بينما يبتسم كرباً: ولا يهمك يا بني، بكرة حبقى زي الفل، أنا عايز أروح بس، تساعده للوصول إلى سيارة أجرة بينما ضحكته المؤلمة التي تزيد آلامك تحاصر شفتيه، تعجز حتى عن منحه الابتسامة وتكتفي بمقاومة دموعك أمامه، لماذا أحب صديقك من لا تحبه، لماذا كان هذا قدره؟


تتذكر هانسل وجريتل اللذين دخلا متاهة الغابة مسلحين بفتات الخبز كي يعلّما طريق عودتهما، لكن الطيور تتكالب على الفتات، تأكله، تضيع معالم العودة،  سيظلان في الغابة إلى الأبد حيث لا أمل أن ينقذهما أحد، لماذا لم تريا الطيور أيها الحمقاوين؟ تصل إلى البيت وأنت عاجز عن إيلاج المفتاح في قفل الباب، تخلع ثيابك وأنت عاجز عن ارتداء ملابس النوم،  تنفث سجائرك وأنت عاجز عن إيصال الدخان   المسمم إلى رئتيك، تقرأ وأنت عاجز عن فهم ما يدور حولك، تغمض عينيك وأنت عاجز عن النوم، تتمنى الموت وأنت عاجز عن أن يدركك

No comments:

Post a Comment