July 16, 2011

عشرة أسباب يدفعني أحدها لحبك


عندما أتعرف على الآخرين فإنني أبحث فيهم عن عشرة أشياء؛ يكفي أن تتوفر أحدها فحسب كي نصير أصدقاء، إن كنت تحمل أكثر من خمسة أشياء فأنت صديقي الأنتيخ من الآن حتى لو لم أعرفك قبلاً، وأنتِ فتاة أحلامي التي لم أرها إلا في خيالي، بالطبع يستحيل أن تتوفر الأشياء العشرة في أي أحد آخر، لأنها لا تجتمع إلا في أعظم شخص في العالم، وهو - كحقيقة علمية مثبتة- كما تعلمون (حسام دياب)، أو كما أحب أن أطلق عليه: أنا

والآن مع الأسباب العشرة، أن تكون:

1- من مواليد برج الدلو: الطباع الدلوية هي الطباع الأفضل على الإطلاق، كل من ينتمي لهذا البرج لابد أن يكون حالماً خيالياً مبدعاً رومانسياً، لابد من أن يحمل داخله شرارة الفنان حتى لو لم يكتشفها بعد، ولم يحدث إلى الآن أن تعاملت مع الدلويين إلا وارتحت لهم، بالمناسبة فأنا مثال صارخ لكل ما هو دلويّ سواء بالسلب أو بالإيجاب، أي قصاصة تتضمن صفات للبرج لابد أن يضعوا صورتي بجوارها لأنني تجسيد صارخ لكل متناقضات هذا البرج العظيم

2- من مواليد يناير: يناير النار، يناير النوار، يناير لسعة البرد وانتهاء الامتحانات وبدء الإجازة، يناير معرض الكتاب واللف ليل نهار ومقابلة كل من تراهم من العام إلى العام، يناير الحزن والسحلب والخوف والرجاء، يناير الثورة، كل الأحداث الجللة والمهمة في حياتي حدثت في شهري ديسمبر ويناير. الشهر بالنسبة لي كان يمثل استراحة المحارب لارتباطه بعطلة منتصف العام. يناير بالنسبة لي بهجة لأنني من مواليد هذا الشهر، أبي من مواليد هذا الشهر، أمي من مواليد هذا الشهر، خالتي الكبرى من مواليد الشهر، خالتي الصغرى من مواليد الشهر، اثنين من أعمامي من مواليد الشهر، بالإضافة إلى ثلة لطيفة من أبناء العمومة والخؤولة من مواليد هذا الشهر، يصبح شهراً مجملاً لكل احتفالات أعياد الميلاد في أسرتنا.

بالمناسبة فإن كل ينايرجي لابد أن يحمل من طباع الدلويين، كل الينايرجية حالمين وأولاد ناس، أما لو كان ينايرجي ودلوي في نفس الوقت فقد جمع الحسنيين، وله العتبى حتى يرضى

3- من مواليد العام 1987: هذا العام هو الأعظم في تاريخ الإنسانية منذ ابتكار التقويم الشمسي، ثم متواليات الأرقام التي توحي بالنهاية: سبعة فتمانية فتسعة، عام مجيد بلا شك. المشكلة أن مواليد هذا العام كثيرون جداً، في الولايات المتحدة وحدها ولد ثلاثة ملايين وثمانمائة وتسعين ألف طفل في هذه السنة، لو تخيلنا دول العالم كلها، معنى ذلك أنني مضطر لأن أحب أكثر من ستين مليون شخص ولدوا في هذا العام، لذلك لا أستطيع الاعتماد على هذا السبب كثيراً، لكنه مؤشر قوي لعلاقتي بالآخرين، فأي شخص تشرف بالانتساب ولادةً لهذا العام، سيحظى بفرصة كاملة مني للتعرف عليه أكثر

4- مولوداً لأب وأم لهما جنسيتين مختلفتين: كأن يكون الأب مصرياً والأم إيفوارية مثلاً. لا شك أن اختلاف الجنسيات يؤثر على تنوع ثقافة الطفل بما لا يقاس، تجعله أكثر تقبلاً للاختلافات من حوله، تجعله أكثر رغبة في الاستكشاف والسفر، يشعر بأن له عزوة في بلدان مختلفة، ولعل نقطة القوة الوحيدة التي لعبت دوراً صالحاً في تنشئتي دون أن يكون لي تدخل فيها هي اختلاف الجنسيات بين أبي وأمي، ولهذا فإن أي من مر بنفس ظروفي أشعر بانجذاب شديد ناحة تجربته، كيف مر بها واستفاد بها.

5- من مواليد مدينة أبوظبي: أعظم مدينة في العالم بلا منافس، الأهدأ والأكثر جمالاً على الإطلاق، المدينة التي لعبت فيها الكورة أول مرة، المدينة التي تشاجرت فيها أول مرة، المدينة التي حفرت فيها اسمي على الشجرة لأول مرة - لا يزال النقش موجوداً إلى الآن بالمناسبة- المدينة التي أحببت فيها أول مرة، المدينة التي جرح فيها قلبي أول مرة. ما يزال يخفق قلبي بنفس الحماس كما عبرت أمام سينما الماريا حيث كانت شلتنا تلعب البولينج أسبوعياً، ولا يزال المقعد الذي كنت أدون خواطري عليه أمام كاسر الأمواج، لا تزال الخالدية كئيبة، لا تزال منطقة النادي السياحي مبهجة، ما يزال مذاق شاورما مروش وسميراميس وفلافل زهرة لبنان في فمي حتى الآن

أبوظبي من المدن القلائل التي تشعر بحيويتها، لا تكاد تشعر بأنها مدينة صناعية/ تجارية/ خدمية، مجرد ضاحية هادئة أقرب منها لكونها عاصمة دولة، لكن عندما زرتها آخر مرة أصبت بغم شديد، ازدحمت المدينة الجميلة، تركوا ندوبهم على أرضها، أبراج عملاقة قبيحة وسيارات مكدسة لا تجد متسعاً للركن، لم يعد هناك وجود للمدينة القديمة إلا في ذاكرتي التي لا تخلو من عيب النسيان

6- مستخدماً يدك اليسرى بشكل دائم: دائماً ما كنت أستغرب كلمة أعسر، أجد (أيسر) أكثر منطقية لأنها مشتقة من اليسار، عدد الأيسريين لا يتجاوز من 10 إلى 15 بالمئة من سكان العالم. تروى عن الأيسريين أساطير كثيرة، وإن كانت دراسات علمية جادة أثبتت أن الأيسريين أكثر قدرة على التنظيم والإبداع من غيرهم، بالنسبة لي تعد الكتابة بيدي اليسرى علامة مميزة، لو حدث فيما بعد أن تجسد كائن فضائي في هيئتي ستكشفونه في النهاية لأنه يكتب بيده اليمنى بينما حسام لا يستخدم إلا يسراه.

7- من مشجعي الزمالك: لا مناص من الاعتراف بأن عائلتي كلها أهلاوية وأنني المنشق الزملكاوي الوحيد. أعتقد أن حبي للزمالك راجع إلى القضية نفسها: الفريق الثاني الذي يسعى طوال الوقت لأن يحرز هدفه. لا متعة أن أشجع بطلاً يحافظ على قمته بل إن المتعة في تشجيع فريق يسعى للوصول إلى هذه القمة. لمن شاهد فيلم (كول راننج) مثلاً، سيتعاطف مع الفريق الجامايكي في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية مونتريال 1987، الفريق المستضعف له جاذبيته دوماً.

8- من محبي عمرو دياب: وهو الهوس الجنوني إلى درجة أن تجد ما يعبر عن أي حالة من حالاتك في أغنية من أغانيه. أنا عمراوي بالوراثة وبحكم النشأة، لكن عمرو ترك بصمته معي أيضاً: ألبوم أكتر واحد بيحبك كان أول ألبوم أشتريه من مصروفي، أما عند صدور ألبوم علم قلبي فقد بدأت قصة حبي الأسطورية التي ستعلّم على قلبي لمدة أربع سنين متواصلة. في صيف 2004 تضمن ألبوم (ليلي نهاري) الأغنية التي لا يمكن أن أنام دون الاستماع إليها (وحشتيني)، خاصة بعد أن قام الموهوب مروان أنور بعمل كوفر عظيم لها مستخدماً الكمان والبيانو، أما ديسمبر 2005 فينزل ألبوم (كمل كلامك) الذي لم أبدأ في الإعجاب بأغانيه إلا مؤخراً. في صيف 2007 نزل ألبوم الليلادي بينما قصة الحب الأسطورية الثانية بدأت بالنهوض، وصيف 2009 شهد ألبوم (وياه) تغيراً عميقاً في عاداتي الاستماعية، إذ رفضت الاستماع إليه فور نزوله، وصممت على السفر إلى الإسكندرية كي أسمعه للمرة الأولى مع يوسف محيي الدين، وهو الألبوم الذي اتفقنا جميعاً أنه لم يحوِ غلطة واحدة، وإلى الآن كلما اشتغلت أغنية عيني وأنا شايفه أتذكر طريقة رقصنا المضحكة على أنغام الأغنية البهيجة ذات الكلمات السطحية.

محتاج تدوينة تانية عشان علاقتي مع عمرو، المهم إن الراجل ده برنس البرانيس بالنسبالي :)

9- من عشاق روايات مصرية للجيب: ومش قصدي إنك تكون عديت عليها في مرحلة تسالي الصيف، بل هي عمود رئيسي في حياتك الفكرية، مينفعش مثلاً متعرفش تخصص ماجي ماكيلوب كان إيه، أو سيرجي كوربوف قابل أدهم صبري كام مرة قبل كده، أو لا تتفق إن أسطورتي آخر الليل والجاثوم من العلامات الفارقة في أدب الرعب العربي، أقسم بالله أن واحدة من أسعد لحظات حياتي إلى الآن، لما باروح أجيب الأعداد الجديدة، طبعاً مش بنفس بهجة زمان وأنا عمري سبع سنين، لكن برضه نوستالجيا، واللحظة الأجمل لما أشم ريحة الورق وأنا بفتح الكتاب لأول مرة، طبعاً الروايات ستقودني إلى المنتدى، وهو يعتبر تقريباً حجر أساس لكل علاقاتي بأصدقائي داخل مصر، يعني الروايات دي كان لها التأثير الاجتماعي على حياتي إلى الآن

10- ممن يعتبرون أن الشيتوس أعظم اختراع توصلت له البشرية بعد الطباعة: كل قرار مهم أخذته في حياتي كان لابد للشيتوس أن يكون منطلقاً له. المشكلة أن الشيتوس الأصلي اختفى فالآن إما ميني شيتوس أو شيتوس كرانشي أو شيتوس بالشطة أو بالنكهات السخيفة الأخرى. عندما رأيت حبيبتي الأولى كانت سارحة في الملكوت وفي حضنها كيس شيتوس حجم عائلي لا يتناسب مع ضآلتها، ومع ذلك استطاعت التهام الكيس بأكمله، وإلى الآن فإن أكثر منظر جذاب يمكن أن تقع عليه عيناي هو منظر فتاة ملتهمة للشيتوس، منذ عدة سنوات على كورنيش اسكندرية رأيت ما جعلني أخر على الأرض صعقاً: فتاة رقيقة يعابث الهواء شعرها بينما تستمع إلى الإم بي ثري وتلتهم الشيتوس، كان هذا أرق مشهد يمكن تتخبط به دمائك داخل أوعيتك الدموية، حاولت أن أذهب لأكلمها بينما يسحلني أصدقائي على رصيف الكورنيش مبتعدين بي، ظللت يومها عليل الهوى معتل الأنفس، الأنثى والشيتوس اتحاد لجاذبية مطلقة لا يمكن سوى أن أنحني لها سجداً

********
كما اتفقنا، يكفي أن يتوفر سبب واحد فيك كي أحبك، أما لو لم تجد شيئاً، فعذراً يا صاحبي لا يمكننا أن نتفق، لأنني لا أتحدث إلا في موضوع من الموضوعات العشرة السابقة، وبالتالي لن نجد شيئاً نتحدث عنه.

3 comments:

  1. :D مستنية تزودهم يا شرير
    إما عشان أزود العدد أو سأظل مصرة على اعتبارك صديقي وأخي كاستثناء يعزّ عليه إحصاء الأسباب والمبررات

    ReplyDelete